حواء مظلومة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...


موضوع هام جداً. و هو عن الظلم الذي كثيراً ماتلاقيه بنات حواء. لا نريد أن نكذب و نخادع أنفسنا و نقول غير ذلك. فعلاً بنات حواء مظلومات كثيراً و في كل العالم.

أي مكان تسن فيه القوانين و النظم بغير شريعة الإسلام اعلموا أنه سيكون ظلمٌ صارخ لهذا المخلوق الحساس. و لكن بغض النظر عن القوانين و غيرها. ما أود التركيز عليه في هذا الموضوع هو ظاهرة ظلم الناس لها، رجالاً و نساءً. و من هذه المظاهر كما أراها:

- من خلال المتاجرة بالمرأة كسلعة رخيصة، فنراها مجرد وسيلة جذب رخيصة في الإعلانات التجارية و الأغاني و الأفلام و غيرها. و كأنها مجرد هيكل فارغ من الأحاسيس و المشاعر أو كأنها دمية جميلة الشكل نستخدمها لعرض الملابس في المحلات. هكذا صارت المرأة في الكثير من المجتمعات التي تدعي التقدم و الوعي و الحضارة... و للأسف بعض أفراد مجتمعاتنا تنظر لهذه الظواهر على أنها من حقوق المرأة!!! و نرى الكثير من النساء الساذجات يرغبن في العيش بهذا الشكل.

- من خلال ترك الحجاب، هذا في رأيي أقسى أنواع الظلم و الجور بحق المرأة. الحجاب ليس فقط سترة للجسد، بل هو سترة تامة من جميع النواحي. تخيلوا مثلاً مجتمع كل نسائه متحجبات. هل ستكون هناك معاكسات؟ لا و ألف لا. هل سيكون هناك رجل ينظر لغير زوجته؟ لا و ألف لا. هل سيتم تقييم المرأة بمظهرها؟ فمثلاً لو تقدمت واحدة محتاجة للمال لوظيفة ما، هل سيتم تقييمها إن كانت جميلة و جذابة و ترتدي المزركش و الملون و الغالي؟ لا و ألف لا. و هل سيتم التفريق بين امرأتين تقدمتا لنفس العمل بأيهما أجمل. أو أيهما ترتدي ملابس أفضح أو أيهما تخضع بالقول أكثر؟ لا و ألف لا. و لن تخشى أي زوجة على زوجها حين يخرج أن ينظر لغيرها. و لن يخاف أخ على أخته او أب على بنته. فهكذا مجتمع هو أءمن و أعدل و أرقى مجتمع لبنات حواء ممكن أن يكون على وجه الأرض.
مع هذا كثيرات هنّ من يعتبرن الحجاب ظلم و العياذ بالله أو كبت أو تخلف أو... من الأفكار الشيطانية المسمومة.

- المعاكسات و المضايقات كثيراً مانجد الرجال يشتكون من تفاقم الفساد بين معشر بنات حواء و كثرة المنحرفات و الكاسيات العاريات و و... متناسين تماماً أدوارهم كرجال. أليسوا هم القوامون على النساء؟ بلى. أليسوا هم من أستوصاهم الرسول عليه الصلاة و السلام بالنساء؟ بلى. و لكن نراهم أو بالأحرى نرى الكثير منهم يتهافتون وراء بنات حواء. ضاربين بعرض الحائط رجولتهم و شهامتهم و نخوتهم، فهم السبب الرئيسي في تزايد إنحلال بنات حواء... نعم فلو غضوا أبصارهم و حفظوا فروجهم و قاموا عليهن كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و أوصانا بهن خيراً، لما كان هذا هو الحال. فمن جهة ترى ذاك الرجل يلاحق النساء و يضيع كرامتهن و يشجعهن على المنكر من القول و الفعل في الملبس و حتى الفاحشة. و من جهة أخرى تسمعه يشتكي من إنحلالهن!!! أعجب كثيراً لحال هكذا ذكر ( لا أحبذ أن أطلق على هؤلاء اسم رجل). فلو لم يكن في المجتمع هذا الصنف من الذكور على الإطلاق هل ستكون هناك حواء منحلة أو غير سوية؟ لا أعتقد هذا.

- الحكم بغير ما أنزل الله سبحانه خصوصاً في أمور الزواج و العلاقات الإجتماعية. فأي قانون وضعي مهما كان لن يكون أفضل من القانون الذي أنزله لنا الخالق. للرجل الحق في الزواج من واحدة و اثنان و ثلاثة و أربعة شريطة العدل. بهذا يتم ستر غالبية النساء من المطلقات أو الأرامل أو من اللائي لم يحالفهن الحظ بالزواج باكراً. فهل في هكذا مجتمع تنحرف إمرأة لعدم وجود من يعولها؟ لا و ألف لا. و هل في هكذا مجتمع يتشرد اليتامى و تنشأ أجيال جديدة فيهن بنات لاقين الويل مما يدفعهن للفساد؟ لا و ألف لا. و هل في هكذا مجتمع يكون هناك رجل يبحث عن إشباع رغباته في غير زوجـ(ـا)ته؟ لا و ألف لا. و هل في هكذا مجتمع نفتقر للترابط الأسري و أواصر المحبة بين العائلات لكثرة علاقات الرحم و النسب؟ لا و ألف لا.
لكن للأسف اليوم صرنا نرى الكثير من الجهلة ممن يدعون أن تعدد الزوجات ظلم للمرأة و انتقاص لحقوقها و غيره من الأعذار الساذجة البالية التي تنم عن سطحية في التفكير و عدم تعمق و عن قصر نظر شديد جداً.

- المرأة العاملة صار الكثيرون ييسيؤن فهم هذه الجملة. التصور الخاطيء بان المرأة العاملة هي من تعمل خارج بيتها يدل على محدودية في التفكير.
يقول تعالى في كتابه الكريم "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) " سورة التوبة.
هل المرأة التي تتفرغ لتربية أطفالها و العناية بزوجها و بيتها مرأة عاملة أم لا؟ إن لم تكن هذه مرأة عاملة فلا يوجد بيننا مخلوق عامل.
و هل هناك وظيفة أو عمل يمكن أن تقوم به المراة أرقى و أهم من تنشأة أبنائها تنشأة سليمة ليكونوا رجالاً صالحين و نساءاً صالحات تزدهر بهم الأمة و ترتقي لأعلى المقامات؟ لا أعتقد أن أحدكم سيجد وظيفة أرقى من هذه و إن كانت حاكم الأرض بحالها. أما عن الأجر... فلو تعلمون الأجر الذي تناله المرأة عند ربها على هذا العمل لحسد معشر الرجال المراة على هذا الأجر.
أما ماتلاقيه بنات حواء من ظلم و اضطهاد و استغلال من أرباب العمل خارج البيت يدعو للإشمئزاز. فحيناً يكون أجرها ضئيل و أقل من أجر الرجل. و حيناً يتم استغلالها في إنجاز أعمال كثيرة لصبرها أكثر من الرجل في الكثير من الأعمال بينما تتقاضى أجر هزيل مقابل ذلك. و غيرها من مظاهر الظلم للمرأة التي تعمل خارج البيت.
بينما بتعاليم الإسلام يمكن للمرأة أن تبقى في بيتها مصانة الكرامة محفوظة الجانب و يُلْزم زوجها بالإنفاق عليها و توفير كل متطلباتها و معاملتها بالرفق و اللين و الحسنة و أن يصونها و يحافظ عليها و كأنها أغلى جواهر الأرض كلها بل أفضل من ذلك بكثير.


و غيرها الكثير من المظاهر التي يتم بها ظلم هذا الكائن الحساس. فغالباً مانجدها تعاني كثيراً، أحياناً و هي تعلم أين يكون الخير لها لكن ليس هناك من يصونها و يؤمنه لها. و أحايين في هذا الزمن و هي لاتعرف أين مصلحتها و لا تدري حتى أين يكون الخير لها. فتراها تائهة مسكينة في حين يقف الكثير من معشر الذكور موقف المتفرج و ينسى وصية خير خلق الله عليه الصلاة و السلام حين أوصانا بالنساء خيراً.


أخواني أخواتي... أتمنى أن نناقش معاً هذا الموضوع بتروي و تعقل... و نفتح له آفاق جديدة... لنطرح الأراء و نشبعها نقاشاً و حواراً. هناك الكثير من مظاهر ظلم بنات حواء غير التي ذكرتها. و لكن أتمنى أن يتركز الحوار حول النقاط الهامة التي نراها و نعايشها.ومن نظركم احبابي ماهيه الحلول المقترحة.

يقول الله في كتابه المجيد " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " من الآية 3 من سورة المائدة

أن شاء الله ينال الموضوع الرضا و القبول

رووووووووووووووووووعة

مرسى

العفووووووووووووووو