تحرير المرأة فى الاسلام

طالب علماء الدين والمفكرون المشاركون فى مؤتمر تحرير المرأة فى الاسلام الذى افتتح بالقاهرة بالغاء كافة الفتاوى المتشددة،


التى يصدرها العلماء المتشددون فيما يتعلق بحقوق وواجبات المرأة المسلمة وبضرورة أن تتبنى الدول الاسلامية منهج تقسيم المساجد بين النساء والرجال. وفى كلمته أمام المؤتمر الذى تنظمه اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل التابعة للمجلس الاسلامى للدعوة والاغاثة بالتعاون مع جامعة الازهر. اتهم فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوى بعض علماء المسلمين المتشددين بالاساءة الى المرأة والجور على حقوقها الطبيعية التى ضمنتها لها الشريعة الاسلامية من خلال نصوص قرآنية وسنة وأحاديث نبوية شريفة.


واعتبر القرضاوى أن المرأة المسلمة ظلمت مرتين الاولى من تقاليد جاهلية وموروث متخلف والثانية من تقليد أعمى لعادات تمارسها المرأة فى الغرب وكلا الامرين ضد طبيعة المرأة وضد ما أمر به الشرع بخصوص وضع المرأة كشريك أساسى للرجل فى كل مناحى الحياة باستثناء بعض الامور المرتبطة بالقضايا الانثوية.


وأضاف الشيخ القرضاوى أن تعدد الفتاوى وغلو بعض العلماء قد أعطى ثغرة واسعة للمتصيدين فى الماء العكر لكى يتهموا الاسلام بالعداء والتنكر لحقوق المرأة على عكس ما تتضمنه النصوص والتجارب السابقة على عهد الرسول والخلفاء الراشدين خصوصا أن الشرع لم يفرق أبدا بين الرجل والمرأة والتكليف دائما موجه للاثنين وروح النص تدعو الى تكاملهما وليس كما يحاول الغرب تصوير العلاقة الى تنافسهما وصراعهما فكل له دوره المكمل للآخر ويكفى أن أول صوت ارتفع ينادى للرسول كان صوت امرأة وهى السيدة خديجة بنت خويلد فضلا عن أن أول دم سفك دفاعا عن الاسلام كان أيضا دم السيدة سمية أم عمار. واستطرد الشيخ القرضاوى فى كلمته أمام المؤتمر قائلا من العجيب هذه الايام فى بعض الدول الاسلامية أن تحرم المرأة حتى من الصلاة فى المسجد تحت دعاوى باطلة بتحريم ذلك وفقا للمذهب الحنفى الذى يطبقه المسلمون فى الهند وبنجلاديش وبعض دول اسيا. وأضاف وكان الهدف من وراء منع المرأة من الصلاة بالمسجد هو أن يعلمها والدها أو زوجها لكن ذلك لا يحدث حاليا لان كلا منهما يحتاج من يعلمه ويفقهه فى الدين فضلا عن أن بعض بلدان الخليج ما زالت ترفض رؤية الزوج لعروسه أو حتى الحديث معها قبل اتمام الزواج بينما تذهب نفس العروس الى دور العلم ويسمح ولى أمرها بسفرها خارج البلاد لدرجة أن كل الناس يمكن أن يروها ويتحدثوا معها فيما عدا المسكين الذى سيكون زوجها وهذا قمة التناقض. من جانبه أكد شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوى أن الاسلام سبق كافة التيارات الفكرية فى قضية المرأة حيث وضع لها كثيرا من الحقوق التى تضمن لها الحرية وأن التوسط الذى امتاز به الاسلام هو الحل الامثل لكافة قضايا المرأة فى العالم مطالبا بالغاء الفتاوى المتشددة بالمرأة والتى تمنعها كثيرا من حقوقها تحت باب سد الذرائع. وأضاف أن هناك بيئات داخل المجتمع الاسلامى تحجر على المرأة فى الظاهر نتيجة لعادات وتقاليد لا علاقة لها بالاسلام مشيرا الى أن القارئ للقرآن والسنة يتأكد من مساواة الشريعة الاسلامية للرجال والنساء فى كثير من الحقوق. وقال الامام الاكبر ان الازهر لا يفرق بين الرجل والمرأة فى العمل والوظائف بل ان هناك العديد من المعاهد الازهرية التى حرصنا على أن تكون نسبة المرأة فيها أكبر من الرجل خصوصا فى السن الصغيرة وأنا شخصيا مقتنع بأن الله منح النساء خصائص لم يمنحها للرجال لكى يستقيم الكون ويعم الامان المجتمع الانسانى وأشار الى المجتمعات التى تحجر على المرأة فى الظاهر قائلا لقد عشت فى هذه المجتمعات ووجدتهم يقولون غير ما يفعلون. وتحدث د. أحمد كمال أبو المجد فقال ان هناك مجتمعات تنظر الى المرأة نظرة قاسية وتصل فى التطرف الى مرحلة الحكم على المرأة بالخروج من منزلها مرتين الاولى للذهاب الى زوجها والثانية الى قبرها وهذه نظرة متخلفة يجب التصدى لها ومحاربتها وتتعارض مع المنهج الاسلامى القويم وكلها أمور تحتاج الى مراجعة سريعة وعاجلة من جانب المفكرين والمؤسسات الشرعية فالعالم الاسلامى أحوج فى مثل هذه الظروف الصعبة الى الحرية سواء للمرأة أو للرجل لكن قبلهما يجب أولا تحرير العقل لان الحرية اذا وجدت يمكن أن تحفز كل الفضائل واذا غابت اختفت كل الفضائل فشعوبنا فى حاجة الى اصلاح حقيقى يقوم بشكل أساسى على الحرية الحقيقية وليس مجرد الحرية الكلامية النظرية البعيدة عن الواقع

(منقول لاهميته)

روووووووووووووعة

مرسى