وعسى أن تكرهوا شيئا وهوخير لكم !!. كان يوجد ملك معروف بتشاؤمه و كان له وزير عكسه تماما,و كان يستشيره في كل شيء وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان .... وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير: " لعله خيراً " فيهدأ الملك. في أحد المرات خرج الملك إلى الصيد ورا...فقه الوزير وفي هذه الرحلة أصيب الملك ...في يده و اضطر إلى قطع أصبعه وهو متذمر جداً قال له الوزير لعله خيرا؟ فغضب الملك غضبا شديدا وأمر بحبسه وفي طريقه إلى السجن قال: لعله خيراً -متفائل- ومرت الأيام والشهور, خرج الملك كعادته لممارسة هوايته المفضلة -الصيد- وأثناء مطاردته لفريسته ابتعد كثيرا عن حرسه المرافقين له, و دخل إلى قبيلة في الأدغال, وكانوا يمارسون طقوسهم والتي تتمثل في تقديم قربان إلى الآلهة: أي شخص غريب يدخل قبيلتهم, وقد كان الملك؟ فربطوه و بينما هم يستعدون لقتله رأوا أصبعه المقطوع فأمرهم زعيمهم أن يطلقوا سراحه لأن القربان يجب أن يكون شخصا كاملا وفاخراً, وحين عودته أمر بإطلاق سراح وزيره, وروى له قصته وبين له كيف أن إصبعه المقطوع هو الذي نجاه من الموت وأنه عنده حق في كلامه, ولكنه سأله قائلا: لقد سمعتك تقول وأنت ذاهب إلى السجن لعله خير ؟ وهل في السجن خير؟ فرد الوزير: يا أيها الملك لو لم أدخل السجن لكنت معك في رحلة الصيد و أنا ليس في جسمي عيب, لتركك أهل القبيلة و لقدموني أنا بدلا منك إلى آلهتهم قربانا...؟ فكان في صنع الله كل الخير فعليك بالتفاؤل والرضا بما كتب الله وتذكر وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم!! وتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم . يقول القرني:فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء . فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى. فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا وسوف تزول ، وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا ، وأنه لن يغلب عسر يُسرين. فلا حزن يدوم ولا سرور . . . . ولا بؤس يدوم ولا شقاء فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن، ويرى تباشير الفجر من خلال حُلكة الليل !، ويرى في الصفحة السوداء نُقطة بيضاء ، وفي سُمّ الحية ترياق!، وفي لدغة العقرب طرداً للسموم